مركز الابتكار الصناعي.. جهود وإنجازات تستحق الثناء
يعتبر البحث العلمي والابتكار من الأمور الأساسية التي تساهم في التنمية وفي تطور وتقدم الدول، وتبذل دول العالم خاصة المتقدمة منها جهودا مضنية في سبيل دعم الابتكار وإيجاد بيئة مناسبة له وقد سبق أن كتبنا عن أهمية هذا الموضوع أكثر من مرة، وفي هذا العام حققت السلطنة في مؤشر الابتكار العالمي حسب المنظمة العالمية للملكية الفكرية الترتيب رقم 76، متقدمة عن العام الماضي بثماني مراتب حيث كانت في الترتيب رقم 84 في عام 2020م والسادس عربيًّا، والخامس خليجيًّا.
طبعا هذا الترتيب لا يرضي الطموح لذا لا بد من بذل المزيد من الجهد والاهتمام بهذا الجانب خلال الفترة القادمة خاصة أن «رؤية عمان 2040» تهدف إلى جعل السلطنة من الدول التي تعتمد على اقتصاد المعرفة وعلى الذكاء الاصطناعي والتحليل الرقمي وعلى العلوم التي تواكب التقدم والتطور المتسارع.
مؤخرًا اطلعنا على تقرير مركز الابتكار الصناعي والذي يعتبر من مخرجات البرنامج الوطني للتنويع الاقتصادي -تنفيذ- والذي يتضمن أهم الإنجازات والأعمال التي قام بها المركز خلال الفترة من 2017 إلى 2020، التقرير يبرز عددا كبيرا من الإنجازات والأعمال في مجال الابتكار قام بها شباب عمانيون والشيء الذي يثلج الصدر أن المركز لم يتبن فقط الابتكار بل واصل دعم بعض المبتكرين حتى وصلت ابتكاراتهم ومنتجاتهم إلى الأسواق.
وحسب التقرير واصل المركز المساهمة في إيجاد اﻗﺘﺼﺎد ﻣﺘﻨﻮع وﻣﺴﺘﺪام ﻗﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ واﻟﻤﻌﺮﻓﺔ واﻻﺑﺘﻜﺎر، وإيجاد فرص عمل ﻟﻠﺸﺒﺎب اﻟﻌﻤﺎﻧﻲ واﻟﺒﻨﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺜﻮرة اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ، كما واﺻﻞ اﻟﻤﺮﻛﺰ ﺟﻬﻮده ﺧﻼل أﻋﻮاﻣﻪ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ إيجاد ﺑﻴﺌﺔ ممكنة، وﺳﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺗﻨﺎﻓﺴﻴﺔ اﻟﻤﺼﺎﻧﻊ اﻟﻌﻤﺎﻧﻴﺔ وﺗﺤﺴﻴﻦ ﻛﻔﺎءﺘﻬﺎ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ واﻟﺘﺸﻐﻴﻠﻴﺔ.
كان للمركز دور كبير في ﺗﺄﻫﻴﻞ ﺮأس اﻟﻤﺎل اﻟﺒﺸﺮي، وﻗﺪ ﻋﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﺑﺘﻜﺎرات اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ وﺑﻴﺌﻴﺔ واﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺳﻴﺲ وﺣﺪات اﻻﺑﺘﻜﺎر اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ واﻟﺘﻲ ﺳﺘوجد ﺑﻴﺌﺎت إﻧﺘﺎﺟﻴﺔ وﺗﺪرﻳﺒﻴﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎب اﻟﻌﻤﺎﻧﻲ، وﻗﺪ بلغ عدد الفرص الاستثمارية القابلة ﻟﻠﻤﺘﺎﺟﺮة والتي طورها المركز 72 فرصة في عدد من القطاعات الصناعية الواﻋﺪة وهي ﻗﻄﺎع اﻟﺜﺮوة اﻟﺴﻤﻜﻴﺔ، وﻗﻄﺎع اﻟﺮﺧﺎم، وﻗﻄﺎع اﻷﻏﺬﻳﺔ واﻟﻤﺸﺮوﺑﺎت، وﻗﻄﺎع اﻟﺘﻌﺪﻳﻦ، وﻗﻄﺎع اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ.
وﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى الشركات الصناعية الناشئة قام المركز بتأسيس 20 شركة في تلك القطاعات المذكورة أعلاه نفسها، بالإضافة إلى إﻳﺪاع وﺗﺴﺠﻴﻞ 26 ملكية فكرية ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ داﺋﺮة اﻟﻤﻠﻜﻴﺔ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﺑﻮزارة اﻟﺘﺠﺎرة واﻟﺼﻨﺎﻋﺔ وﺗﺮوﻳﺞ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر.
في إطار مهام عمل المركز على إعداد وتنفيذ 4 برامج ابتكارية متخصصة ومتناغمة مع التوجه نحو التنويع الاقتصادي وتتمثل تلك البرامج في برنامج تطوير رأس المال البشري من أجل تأهيل اختصاصي ابتكار صناعي وتمكن المركز من تأهيل 100 شاب عماني سنويًا كاختصاصي ابتكار صناعي، وبرنامج الابتكار في الشركات الناشئة والتي تعنى بتحويل الأفكار الابتكارية في مختلف القطاعات الصناعية وتحويلها إلى شركات ناشئة من خلال تقديم الدعم المالي والفني لها.
برنامج الابتكار في القطاعات الصناعية يعنى برفع الأداء في القطاع الصناعي من خلال تقديم الدعم الفني والمساندة في مجال الابتكار لبعض الشركات التي تعمل في المجالات الصناعية غير النفطية وأخيرا برنامج الابتكار في الشركات الناشئة والذي يهتم بتسهيل تمويل مشروعات مبتكرة والتي تهدف إلى تطوير منتجات جديدة، وتحسين المنتج والعمليات الإنتاجية، وحل المشكلات، ونقل التكنولوجيا ودعم تسجيل الملكية الفكرية لتعزيز أداء الشركات ورفع القدرة التنافسية لها.
من خلال هذه المؤشرات والأرقام يتضح أن المركز وخلال عمره القصير استطاع فعلًا أن يقدم العديد من الإنجازات والأعمال الابتكارية والتي جميعها تصب في مصلحة الاقتصاد الوطني والتي تعتبر من الأمور المهمة في تطوير الإنتاج وابتكار منتجات جديدة باسم السلطنة ناهيك عن الدور الذي قدمه المركز في تأهيل الشباب ودعمهم لحين وصول إنتاجهم إلى الأسواق وفي الختام نأمل دعم مثل هذه المراكز المتخصصة كما ينبغي توحيد الجهود في هذا القطاع المهم مستقبلا.
Source: https://www.omandaily.om/أعمدة/na/مركز-الابتكار-الصناعي-جهود-وإنجازات-تستحق-الثناء-741002