الأخبار

شركات سياحية ناشئة نجحت في مقاومة الجائحة.. وعززت أعمالها تقنيًا

07 مارس 2021

قد تمر الشركات بالأزمات الاقتصادية ذاتها، فينضم بعضها لطابور الإخفاق والإغلاق فيما تنعش أخريات نفسها وتبتكر آليات لمقاومة المتغيرات وتوفير فرص لحياة جديدة. وفي الوقت الذي تراجعت فيه السياحة الدولية بنسبة 44% في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2020، وهبوط عدد السياح الدوليين بنسبة 97% – وفقًا لمنظمة السياحة العالمية – ساهمت شركات سياحية عمانية ناشئة في تعزيز السياحة الداخلية وتوفير تجارب استثنائية مع الحفاظ على معايير السلامة اللازمة.
وأكد أصحاب شركات ناشئة في مجال التخييم الفندقي وإدارة النزهات الجبلية ومنصة تقنية لتأجير الاستراحات بأن تغيير نموذج الأعمال والتركيز على السياح المحليين كان أهم الخطوات لمقاومة الجائحة، بالإضافة إلى استغلال توجه الناس للمنصات والمواقع الإلكترونية لتلبية احتياجاتهم في ظل انتشار فيروس كورونا في الترويج لأعمالهم وإدارتها عن بعد. جاء ذلك في ندوة افتراضية بعنوان “التقنية في السياحة ” نظمتها منصة “عش” المتخصصة بربط منظومة المؤسسات الناشئة في السلطنة.
ومع انتشار ظاهرة “الاستراحات” قام كل من هشام الإسماعيلي، وسارة الريامية بتأسيس شركة المزامنة الذكية وتطوير تطبيق خاص تحت اسم “طلعة” لتنظيم عملية حجز واستئجار الاستراحات من مختلف مناطق السلطنة والدفع إلكترونيًا.
تقول الريامية بأن التطبيق كان من المقرر له أن يدشن في مارس من عام 2020، أي في بداية انتشار مرض فيروس كورونا، مما دفعهم للانتظار حتى شهر سبتمبر قبل إشهار التطبيق حتى لا يساهم في التشجيع على التجمع. وأضافت: كغيرنا من المؤسسات السياحية لم نتوقع أن يأتي ظرف قاهر كالجائحة ويعطل جميع مخططاتنا، إلا أننا استفدنا من توجه الناس إلى المواقع والمنصات الإلكترونية وأن الفيروس قد زاد من وعيهم في استخدامها.
ولم تكن الجائحة التحدي الوحيد الماثل أمام منصة “طلعة”، حيث قالت الريامية: لم يكن في بداية الأمر من السهل علينا إقناع أصحاب الاستراحات بالتخلي عن التعامل المباشر مع الزبون في عمليتي الحجز والدفع، كما واجهنا صعوبة في إيجاد مبرمجين عمانيين ذوي خبرة في مجال السياحة، حيث إن تطبيقنا لا يشبه تطبيق حجز الفنادق كون الاستراحات تتضمن فترات حجز مختلفة قد تكون ساعات أو نصف يوم أو يوما كاملا بمبيت أو بدون مبيت ولابد أن يشمل التطبيق جميع ذلك. وأضافت: مع زيادة توجه الشركات السياحية إلى إدخال التكنولوجيا في أعمالها أتوقع ظهور المزيد من المبرمجين الخبراء في هذا القطاع مستقبلا.
وحول المزايا الإضافية للتطبيق، قال هشام الإسماعيلي: إلى جانب وجود محرك بحث متخصص وخدمات للتقييم والتعليق على جودة كل استراحة من قبل الزبائن ، نقدم كفريق “طلعة” خدمة التصوير لأصحاب الاستراحات ضمانًا لجودة الصور ووضوحها وكذلك للتأكد بأنفسنا من المكان والمزايا الموجودة به، كما نقوم بإرفاق الاشتراطات الخاصة لكل استراحة وذلك وفقًا لرغبة أصحابها.

خيام فندقية

وكان لابد لشركة “تي بي” المتخصصة في تقديم خدمات التخييم الفاخرة والمتنقلة أن تغير من نموذج أعمالها الذي كان مرتبطا بالسياح الأجانب في المقام الأول من خلال تعاقدها مع الشركات السياحية وعرض خدماتهم أحد الخيارات الفندقية المميزة ليشمل نموذجها الجديد بعد تأثر القطاع بالجائحة ليقتصر على المواطنين والمقيمين في السلطنة. وقالت الأمجاد المعولي، أحد مؤسسي الشركة: تأثرنا كغيرنا من الركود الذي شهده القطاع السياحي، إلا انه كان لابد لنا من التأقلم والتوجه للراغبين في السياحة الداخلية من العمانيين والمقيمين، وقد حصلنا على تجاوب كبير وجميل للغاية، كما كنا على اطلاع دائم بقرارات اللجنة وآخر المستجدات للمساهمة في التصدي لانتشار الفيروس.
وكغيرها من الشركات السياحية الناشئة، أدركت “تي بي” أهمية استخدام التقنيات الحديثة مبكرًا لتطوير أعمالها، وأوضحت أميمة الهنائية، شريكة: نعمل في تي بي كفندق متنقل يدار من قبل مشرفين ومسئولي مخيمات في جميع المناطق ومسجلين ومعتمدين من قبل شركتنا والتحدي الماثل أمامنا هو ضمان الجودة أينما كنا، ولتحقيق ذلك كان لابد لنا من تطوير تقنيات مساندة للإدارة عن بعد ومن أهمها إيجاد نظام يتيح إرسال إشعارات فورية لجميع المشرفين المسجلين فور وصول أي حجز. وأضافت الهنائية بأن تكلفة برمجة المواقع والتطبيقات في السلطنة لازالت مرتفعة، وأن السبب في ذلك قد يرجع إلى عدم وجود عدد كبير من الشباب العمانيين المتخصصين في البرمجة والملمين بالقطاع السياحي.
وقالت الهنائية بإن ما يميز تي بي هو تدريبهم وتعاونهم مع أصحاب القرى والمناطق التي تتواجد فيها المخيمات وذلك لتقديم خدمات الأكل والأنشطة المختلفة.

نزهات نسائية

وتحدثت سارة النعمانية، أحد مؤسسي شركة “نزهة” المتخصصة في تنظيم رحلات ومغامرات خاصة للنساء بأن الشركة الحديثة لم تعرف كيف تواصل أنشطتها في بداية الجائحة خاصة وأن الرحلات كانت تضم مجموعات كبيرة يصل المشاركون فيها إلى 25 مشاركا. وقالت: ألقت الجائحة في بدايتها ثقلا كبيرًا علينا، كانت الأوضاع جميعها مبهمة، لم نعرف حتى أن كنا نقع ضمن جملة الأنشطة التجارية التي يجب عليه الإغلاق أم لا، إلا أننا سرعان ما تداركنا الأوضاع، وقمنا بتخفيض أعداد المشاركين لأكثر من 65% والالتزام بالإجراءات الصحية.

وقد بدأت الشابتين سارة وشريكتها العزة الهوتية شركتهما ب”صفر” ريال عماني في عام 2019، وحول ذلك علقت النعمانية: في البداية لم نعرف كيف سيكون تقبل المجتمع لفكرتنا خاصة وانها تقتصر على النساء، ولكن بعد الإقبال الجيد على الأنشطة والرحلات التي ننظمها أخذنا بتطوير وتوسيع أعمالنا وبدأنا بإدخال التقنيات الحديثة، وحصر المشاركين وتسجيل بياناتهم عبر موقع إلكتروني خاص.
وحول أهمية إضافة العنصر التكنولوجي إلى الشركة قالت النعمانية: إن وجود موقع إلكتروني خاص بالشركة يتيح للزبون التسجيل آليا في أي وقت يشاء، ويساعدنا في حصر أعداد المسجلين في الرحلات بصورة أسرع وأكثر دقة، كما يكون لدينا قاعدة بيانات بتفضيلاتهم تساعدنا على التحسين المستمر لبرامجنا ورحلاتنا المستقبلية.

Source: https://www.omandaily.om/?p=846906


ذات صلة الأخبار

عمان للشركات الناشئة في كومكس 33
منصة عمان للشركات الناشئة، تعود من جديد وتشارك في معرض كومكس 33 ...
26 مايو, 2024
تسليط الضوء على الفرص الرقمية المقدمة من Ooredoo للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة
نظمت شركة "Ooredoo" فعالية حصرية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة بحضور أكثر من 20 مؤسسة؛ حيث سل ...
05 يناير, 2022
اختتام برنامج استدامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
ختتم صندوق تنمية مشروعات الشباب “شراكة” وإتش إس بي سي عمان، النسخة الثانية من برنامج است ...
12 يناير, 2022