شركة طلابية تنجح في ابتكار جهاز بيئي مستدام يحافظ على جودة إنتاج التمر
لعمانية: نجحت شركة قيظ الطلابية بالجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا في ابتكار جهاز جديد باسم مبرد وهو جهاز بيئي مستدام يعمل بالطاقة النظيفة وصُمم باستخدام مادة البولي كربونيت التي تعمل على توزيع أشعة الشمس وعزل الأشعة فوق البنفسجية وهو منتج يحافظ على جودة إنتاج التمر وتقيه من مشاكل الغبار والرطوبة والأمطار والحشرات والطيور، ويتميز الجهاز باستخدام مساحات أقل عند تجفيف التمور.
وقال قصي بن سليمان الصباحي الرئيس التنفيذي لشركة قيظ: إن مبتكر «مِرْبَد» هو جهاز يقوم بتجفيف التمور بمساعدة الطاقة النظيفة وبوتيرة أسرع من الطريقة التقليدية، ويعمل على حمايته من التعرض للحشرات والعوامل الجوية المختلفة.
وأضاف: إن الجهاز قد تم تصميمه باستخدام مادة البولي كربونيت التي تعمل على توزيع أشعة الشمس وعزل الأشعة فوق البنفسجية، ويتكون الجهاز من طبقات عدة قابلة للتحريك بشكل أفقي مصنوعة من مادة الستانلس ستيل، ويختص الجهاز بتجفيف التمور باستخدام مراوح تعمل بالطاقة الشمسية النظيفة تعمل على التقليل من نسبة الرطوبة داخل الجهاز، إلى جانب الاستفادة من أشعة الشمس الطبيعية، حيث يتم تشغيل المراوح عند ارتفاع درجة الرطوبة داخل الجهاز إلى أكثر من 30%، ويتم إغلاقها عند انخفاض درجة الرطوبة إلى أقل من 25%، وكذلك عند ارتفاع درجة الحرارة إلى أكثر من 40 درجة مئوية، بواسطة حساسات تستشعر درجة الرطوبة والحرارة.
وأوضح أن الشركة قامت بالاستفادة من الذكاء الاصطناعي بطرح تطبيق «مربد» للهواتف الذكية، وهو عبارة عن تطبيق موصول بجهاز التجفيف، يزود الزبون بوضع الجهاز أثناء التجفيف ودرجة الرطوبة والحرارة داخل الجهاز وإرسال إشعار عند الانتهاء من تجفيف التمر.
وأشار قصي الصباحي إلى أن فكرة الابتكار نابعة من البيئة العُمانية فمحصول التمر يعد المحصول الأول في السلطنة من حيث التعداد والانتشار، ومن هذا المنطلق ظهرت شركة قيظ التي تعمل على توظيف التكنولوجيا النظيفة لحل المشاكل الناتجة من عملية تجفيف ومعالجة التمور، موضحًا أن عمليات التجفيف التقليدية للتمر تعاني من بعض الصعوبات منها التعرض للغبار والرطوبة والأمطار والحشرات والطيور، علاوة على أن عملية التجفيف تشغل مساحات كبيرة يمكن أن تكون غير متوفرة لدى بعض المزارعين، ومن هذا المنطلق جاءت فكرة ابتكار فكرة جديدة تُسهم في حل مشاكل تجفيف التمور بطرح منتج «مبرد».
وحول مميزات الابتكار قال الصباحي: إن المبتكر منتج صديق للبيئة وذو كفاءة وجودة عالية، ويوفر الوقت والجهد في عمليات التجفيف كما يتميز بسهولة النقل والاستخدام، ويتميز بإمكانية استخدام الجهاز لتجفيف محاصيل أخرى في غير موسم حصاد التمور.
وعن القيمة المضافة المبتكر قال الرئيس التنفيذي لشركة قيظ الطلابية: الجهاز هو أول منتج وطني ويمثل قيمة سوقية منافسة من حيث السعر الذي تبلغ قيمته 240 ريالًا عمانيًا وهو سعر مناسب، مؤكدًا أن اعتماد تسعيرة جهاز «مِربد» بُنيت على دراسة السوق وقدرة الفئة المستهدفة على الشراء، وعلى كفاءة وجودة عمل الجهاز.
وأضاف: ينفرد الجهاز بجودة عالية في إنتاج التمور الخالية من ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة التي توجد في بعض الأجهزة المتوفرة حاليًا، كما أن درجة حرارة التشغيل هي 40 درجة مئوية وهي تقل عن مثيلاتها في الأجهزة الأخرى التي تصل حاليًا لدرجة 60 درجة مئوية، كما يتميز الجهاز عن غيره بسهولة نقله من مكان إلى آخر بعكس بعض الأجهزة التي تجد صعوبة في التنقل، ولتعزيز ثقة الزبائن فإن الشركة تقدم صيانة مجانية للمنتج لمدة شهرين مع توفير ضمان لمدة سنة كاملة، كما نقدم تدريبا مجانيا على استخدام الجهاز.
وحول خطة تسويق الجهاز وتاريخ البدء في عمليات البيع قال: ستبدأ عمليات البيع للجهاز حسب خطة الشركة في شهر أغسطس القادم حيث نعمل حاليا على تطوير الجهاز وتحديثه وهي عملية مستمرة من كل مرحلة إنتاجية، موضحًا أن التسويق سيتم عبر عدة وسائل منها مواقع التواصل الاجتماعي، ومن خلال التواصل المباشر مع الفئة المستهدفة، من أصحاب الشركات والمحلات وأصحاب تغليف التمور ومن خلال المنتجين والمزارعين، كما سيتم ترويج المنتج من خلال المشاركة في المعارض المحلية، وطرح الجهاز للبيع في محلات بيع الأجهزة الإلكترونية.
وعن عمليات التوسع والخطة الاستثمارية قال قصي الصباحي: التوسع في الاستثمار حسب خطة الشركة والدراسات المالية والإحصاءات المعتمدة هي خلال السنوات الخمس القادمة، من خلال زيادة رأسمال الشركة ليبلغ ثلاثين ألف ريال عماني، وتم إقرار ذلك الاجتماع الذي عُقد مع الشركاء وتم اعتماد نسبة أرباح بواقع 30% للمستثمرين من صافي الأرباح.
وأوضح من بين خطط المستقبل لشركة قيظ هي الاستثمار والتعاقد مع شركة تنمية نخيل عمان لزيادة إنتاج المحصول ووضع خطة تطوير وتدريب العاملين في قسم العمليات بالشركة، بالتعاقد مع مصنع لزيادة القدرة الإنتاجية للشركة، والتعاقد مع شركات التوصيل العُمانية لتوفير وصول المنتج بشكل أسرع لجميع الزبائن في السلطنة، وإعداد دراسة لسوق التمور في الخليج العربي للتوسع خلال السنة القادمة، والعمل على تطوير الجانب التسويقي لبيع حوالي 24 جهازا على الأقل، وإنشاء معمل لإنتاج الأجهزة والعمل على تحسين جودة الخدمات المقدمة للزبائن، والعمل على تطوير جهاز يعمل على إزالة النواة من التمور وإضافة خاصية غسيل التمور للمنتج.