عمانتل: دور متواصل في دعم الاقتصاد الوطني وتحفيز الاستثمار العالمي في السلطنة
شهدت خدمات الاتصالات خلال العقود القليلة المنصرمة تغيرات جذرية كان أثرها كبيراً على حياة الأفراد وعمل المؤسسات خصوصاً فيما يتعلق بنقل البيانات والمعلومات وتقديم الحلول والخدمات المتخصصة التي تلبي احتياجات المشتركين، إذ واكبت الشركة العمانية للاتصالات -عمانتل- هذا التحول الكبير من خلال توفير السعات الكبيرة في شبكتها وقيامها مبكراً باستقطاب التقنيات الحديثة كتقنيات الثورة الصناعية الرابعة والمدن الذكية ومواكبة الحلول الرقمية الذكية وخدمات الحوسبة السحابية والاستفادة من الفرص المتوافرة في الأسواق العالمية وبالتالي تقديم حلول وخدمات عالية الجودة ساهمت في تعزيز المناخ الاستثماري في السلطنة وجذب الشركات الإقليمية والعالمية.
دور قطاع الاتصالات في دعم الاقتصاد الوطني
يساعد استخدام الاتصالات وتقنية المعلومات بكفاءة على زيادة إنتاجية مختلف القطاعات كمّاً ونوعاً، بما في ذلك القطاعات الإنتاجية والخدمية، كما يقدم قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات مصدراً جديداً للدخل على مستوى الأفراد والمجتمع. وعلاوة على ذلك يشكل قطاع الاتصالات أحد الركائز الأساسية التي يقوم عليها الاقتصاد الوطني ويسهم بشكل فاعل في تنمية المجتمع والتجارة والحكومة.
إن المحافظة على المستوى الذي وصل إليه القطاع والذي يتميز بالتغير والتطور المستمر يتطلب مواصلة الابتكار والعمل على مواكبة أحدث التقنيات العالمية، وقد قامت عمانتل بتعزيز استثماراتها خلال العقود الماضية لتطوير البنية الأساسية، الأمر الذي مكنها من إدخال أحدث التقنيات التي ساهمت في تغيير مشهد الاتصالات من خلال توفير تقنيات الثورة الصناعية الرابعة كإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي والمدن الذكية وسلسلة الكتل وغيرها وصولاً إلى تقديم شبكة الجيل الخامس مؤخراً.
فرص لا محدودة تقدمها حلول وخدمات تقنية المعلومات والاتصالات
تعد عمانتل المزود الرئيسي لخدمات الاتصالات والإنترنت في السلطنة، وتسعى عبر توفير هذه الخدمات إلى تمكين مؤسسات القطاع العام والخاص التي تعد بمثابة عصب الاقتصاد في السلطنة على تنمية أعمالها وتحقيق المزيد من النجاح في السوق وذلك من خلال الاستفادة من أحدث حلول وخدمات تقنية المعلومات والاتصالات.
وقد عملت عمانتل مبكرا على الاستفادة من الثورة الكبيرة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات والاندماج الحاصل بين القطاعين حيث قامت بإنشاء قطاع لتقنية المعلومات والاتصالات بهدف الوفاء باحتياجات كبار المشتركين التجاريين من الحلول المخصصة والنظر في الاستفادة من الحلول العالمية المقدمة التي تقدمها مختلف الشركات العالمية الرائة عبر إنشاء شراكات معها.
الاستثمار في المناطق الاقتصادية المتخصصة
في إطار سعيها المتواصل لمواكبة أحدث التطورات في مجال الاتصالات، قامت عمانتل بإطلاق العديد من المبادرات لدعم التحول الرقمي في السلطنة والسعي إلى تأسيس شراكات محلية وعالمية تسهم في جذب أحدث الحلول والخدمات. وقد سعت عمانتل من خلال شراكاتها مع الحكومة إلى توفير البنية الأساسية لشبكات الاتصالات في المناطق الاقتصادية المخصصة ودعم جهود الحكومة في التحول الرقمي خاصة في المناطق الاقتصادية الخاصة كالدقم والمناطق الحرة وميناء صلالة ومطار مسقط الدولي، وهو ما يسهم في تعزيز تنافسية السلطنة وتعزيز جاذبيتها للاستثمار الأجنبي حيث خدمات الاتصالات تعد إحدى العوامل التي ينظر إليها كبار المستثمرين عند اتخاذ قراراتهم الاستثمارية، ولذلك عملت عمانتل على إيجاد بنية أساسية متكاملة في هذه المناطق بهدف تلبية مختلف احتياجات المستثمرين من أحدث خدمات الاتصالات.
الاستثمار بالكوابل البحرية
من الناحية التقنية، واصلت عمانتل استثماراتها من أجل تعزيز شبكتها للاتصالات البحرية التي تربطها بمختلف أنحاء العالم. وقد ساهمت هذه الاستثمارات في جعل السلطنة واحدة من أكثر دول العالم ارتباطا بالعالم الخارجي وفي جعل عمانتل واحدة من أكبر شركات البيع بالجملة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقد شكل نظام الكابل البحري العالمي (سي مي وي 3) أول استثمار للشركة في هذا المجال في عام 1998م لتتوالى الاستثمارات في مجال كوابل الاتصالات البحرية العالمية لتصل الآن إلى أكثر من 20 كابل تربط السلطنة من خلال 6 نقاط إرساء موزعة على مختلف محافظات السلطنة إضافة إلى نقطة إرساء بمدينة مرسيليا الفرنسية، باستثمارات إجمالية تجاوزت 500 مليون دولار أمريكي وهو ما وضع السلطنة على خارطة الاتصالات العالمية ومكّن عمانتل من أن تصبح ثالث أكبر مشغل لكوابل الاتصالات البحرية العالمية في منطقة الشرق الأوسط.
كما أسهم تنوع الكوابل والارتباط القوي لعمانتل مع دول المنطقة والعالم في استقطاب أبرز شركات توفير محتوى الإنترنت العالمي كشركة جوجل وشركة أكاماي وشركة إل3 وشركة مايكروسوفت وغيرها من كبرى الشركات العالمية لاستضافة محتواها في السلطنة، وهو ما وفر وصولا أسرع إلى هذا المحتوى لمشتركي عمانتل وكذلك مشتركي مختلف شركات الاتصالات الإقليمية في دول المنطقة إضافة إلى إيجاد موارد جديدة للإيرادات لعمانتل من تقدي مثل هذه الخدمات.
و تعزيزا لدورها الرائد في جذب الاستثمارات للسلطنة وإيجاد مناخ مناسب لرؤوس الأموال الأجنبية، قامت عمانتل بافتتاح مركز عالمي جديد للبيانات بالشراكة مع شركة إكوينيكس مستفيدة من موقع السلطنة الاستراتيجي والارتباط المباشر بأهم أنظمة كوابل الاتصالات البحرية العالمية الاستراتيجية لتمكين عصر جديد من تقنية المعلومات والاتصالات وخدمات الحوسبة السحابية في المنطقة وتعزيز قدرة السلطنة التنافسية في مجال التحول الرقمي العالمي، وهو يعد أول مركز بيانات عالمي محايد في سلطنة عُمان يمثل خطوة مهمة لأسواق تقنية المعلومات والاتصالات في المنطقة و يعزز قدرة السلطنة التنافسية في مجال التحول الرقمي العالمي.
وسيستفيد المشتركون من الاستثمارات الحالية والمستقبلية لأنظمة الكابلات البحرية الاستراتيجية حول العالم من الارتباط المباشر بنقاط إرساء الكابلات وأنظمة الكابلات البحرية الاستراتيجية التي تنتهي مباشرة داخل المرفق الذي يقع به المركز. ويتميز المركز بموقعه الاستراتيجي بين آسيا وأفريقيا وأوروبا حيث سيشكّل مركزاً إقليمياً للربط البينيّ ويتميّز بسرعة استجابة أكبر بين أسواق الأعمال العالمية.
المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال
على الصعيد المحلي، تؤدي عمانتل دوراً رئيسيا في تشجيع ريادة الأعمال في السلطنة سواء من خلال دعمها لمنظومة ريادة الأعمال بشكل عام أو من خلال فرص الأعمال التي تخصصها للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وإعفائها من رسوم التسجيل والتسهيلات الأخرى وصولا إلى إيجاد عروض وباقات خاصة لهذه الفئة من الشركات بما يمكنها من المحافظة على تنافسيتها في السوق والحصول على خدمات اتصالات ذات جودة تفي باحتياجاتها، كما حرصت عمانتل على الاستفادة من خبرات موظفيها في دعم الجهود المبذولة من قبل جهات الاختصاص لتطوير مهارات رواد الأعمال.
عمانتل: نمو مستدام وخطط مستقبلية واعدة
في العام 2017، قامت عمانتل بالاستحواذ على حصة في شركة زين للاتصالات المتنقلة الأمر الذي ساهم في تعزيز إيرادات وأرباح مجموعة عمانتل وتعزيز مكانتها حيث شكلت الشراكة مع زين تأسيس ثالث أكبر تحالف للاتصالات المتنقلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ يعد هذا الاستحواذ بمثابة فرصة حقيقية لتحقيق التكامل بين الشركتين وإيجاد بيئة قوية للمنافسة بفاعلية أكبر في السوق والتغلب على مخاطر العمل في سوق واحد. كما تعكس عملية الاستحواذ سعي عمانتل لتنمية أعمالها بالرغم من التحديات التي شهدها القطاع بشكل عام، إذ عملت الشركة على مضاعفة جهودها للتغلب على التحديات والاستفادة من الفرص المتوافرة بما يسهم في ضمان استدامة أعمال الشركة وتفعيل جوانب التكامل بشكل أكبر بين عمانتل ومجموعة زين خاصة في مجال أعمال الجملة وتحسين المنتجات والخدمات علاوة على تطوير المزيد من الخدمات الرقمية خاصة لقطاع الأعمال.
وفي مجال الابتكار وتقديم أحدث حلول الاتصالات، قامت عمانتل في نهاية العام الماضي بتدشين أول شبكة للجيل الخامس في السلطنة مواكبة بذلك أحدث تقنيات الاتصالات العالمية والتي ستمهد الطريق لإدخال العديد من التقنيات المتصلة بالثورة الصناعية الرابعة كإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي والتقنيات المالية.
Source: https://www.atheer.om/archives/542137/عمانتل-دور-متواصل-في-دعم-الاقتصاد-الوط/